رئيس التحرير:
✦ نافذة اللغة العربية
هنا نُعيد الاعتبار لروح البيان…
نحاور اللغة ككائن حي، ونُظهر سحرها حين تكون أداة معرفة، لا مجرد وسيلة تواصل.
نكتب عن البلاغة، الأسلوب، الجمال، التطور، ونواجه التحديات المعاصرة للغة الضاد في زمن طغيان الصورة وتراجع القراءة.
اللغة العربية – عنوان الأمة وسلاحها الأول
22:14:02 – 20 أبريل 2025
ليست اللغة العربية مجرّد وسيلة للتخاطب، بل هي الذاكرة الجمعية لأمةٍ بأكملها، والوعاء الذي حَمَلَ الدين، والعلوم، والفكر، والتاريخ. إنها اللغة الوحيدة التي لا تزال تحتفظ بقدرتها على التعبير عن المعنى الدقيق والروح المتجاوزة للزمن، دون أن تفقد نقاءها أو تُفرّط بهويتها.
في زمنٍ تُختزل فيه المعرفة في رموز بصرية، وتُختصر فيه العبارات في ملصقات، تبقى اللغة العربية تحديًا حضاريًا لا يُشبه غيره. فكل محاولة لتبسيطها قسرًا، أو تسطيحها عمدًا، ليست سوى خطوة باتجاه تسطيح العقل العربي، وتجفيف ينابيع الإدراك العميق.
ليس من المصادفة أن تكون أول آية نزلت في الوحي: "اقرأ"، وليس من العبث أن يُختار اللسان العربي ليحمل القرآن. ففي طيات هذه اللغة ما يتجاوز النحو والصرف، إنها منظومة فكرية، توليفة شعورية، هندسة عقلية خاصة تُنتج معنى لا يُترجم، بل يُتذوّق.
لكننا اليوم لا ندافع عن اللغة بوصفها إرثًا، بل بوصفها أداة بقاء. فكل أمة تُهزم في لغتها، تُهزم في سرديتها، وفي تصوّرها للعالم. إننا حين نُفرّط في لغتنا، فإننا نُفرّط في قدرتنا على إنتاج خطاب سياسي مستقل، وتحليل استراتيجي دقيق، وفكر قانوني متماسك.
ليس مطلوبًا من كل فرد أن يكون نحويًا أو أديبًا، ولكن من الواجب أن نُدرك أن الدفاع عن اللغة العربية ليس شأناً ثقافيًا فقط، بل هو شأن أمني، وسيادي، واستراتيجي. لأن اللغة – ببساطة – هي البيت الأول الذي نُربّي فيه وعينا.
من هنا، تأتي هذه النافذة في "التحليل الإخباري – رؤية خاصة"، لنُعيد لسان الضاد إلى منصات النقاش العام، ونكشف عن قدرته في التعبير عن المفاهيم المعاصرة دون أن نُفرّط بالأصالة. نكتب بالعربية… لا لأننا نعجز عن غيرها، بل لأننا نُتقنها، ونُدرك أن من يمتلك لغته يمتلك بوابة فِكره.
رؤية خاصة:
إذا أردنا أن نكون قوة مؤثرة في العالم، يجب أن نُعيد تعريف علاقتنا بلغتنا.
فاللغة ليست مرآة اللسان فقط… بل مرآة العقل، والسيادة، والرؤية.